لطالما كان الدولار الأمريكي رمز الهيمنة الاقتصادية، لكن صعود الصين كقوة عالمية أشعل صراعًا قويًا مع الدولار الأمريكي. حرب تجارية شرسة وصراع عملات بين الدولار واليوان . في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل الحرب التجارية بين أمريكا والصين، كيف ولماذا بدأت ؟ ومن سيفوز فيها، وهل ستعود مرة أخرى مع مجيء ترامب وتهديده للصين ؟ وهل سيصبح اليوان الصيني قريباً اقوى عملة في العالم ؟
ومن هو الرجل الذي قاد الحرب الاقتصادية ضد الصين وهو ليس ترامب كما تعتقد، بل هو رجل مشهور ومجهول سنكشف عن اسمه خلال المقال
الحرب التجارية
بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل جدي عندما أصبح ترامب رئيسًا في يناير 2017. كان ترامب قد أعرب خلال حملته الانتخابية عن استيائه من العجز التجاري الكبير بين البلدين، متهماً الصين بممارسات تجارية غير عادلة، مثل سرقة الملكية الفكرية والتلاعب بالعملة.
عام 2018، بدأت أمريكا باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد الصين. في مارس من نفس العام، أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء ضروري لحماية الصناعات الأمريكية ولأسباب تتعلق بالأمن القومي. ردت الصين بسرعة بفرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الأمريكية، بما في ذلك المنتجات الزراعية والسيارات.
وفي يوليو من نفس العام، فرضت أمريكا رسوماً إضافية بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولىار، وردت الصين بإجراءات مماثلة. استمرت هذه الجولة من الرسوم المتبادلة لتشمل مليارات الدولارات من السلع التجارية بين البلدين. تجاوزت الجولة التالية من الرسوم التجارية حاجز الـ 200 مليار دولار من الواردات الصينية، مما دفع الصين إلى الرد بفرض رسوم إضافية على واردات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.
تجاوزت هذه الحرب التجارية الرسوم الجمركية لتشمل جوانب أخرى من العلاقات التجارية، بدأت أمريكا باستهداف الشركات الصينية الكبرى مثل هواوي، مدعية أن منتجاتها تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، ومنعت الإدارة الأمريكية شركاتها مثل جوجل ومايكروسوفت من التعامل مع هواوي، مما أدى لخسارة الشركة أكثر من 100 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، اتخذت أمريكا إجراءات قانونية ضد الصين في منظمة التجارة العالمية، من جانبها، انتقدت الصين سياسات الحماية الأمريكية، معتبرة إياها تنتهك مبادئ التجارة الحرة.
بحلول نهاية عام 2019، توصل البلدان إلى اتفاق “المرحلة الأولى” الذي وقع في يناير 2020. تضمن الاتفاق التزامات من الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الأمريكية، وخاصة الزراعية، مقابل تخفيف بعض الرسوم الجمركية. ورغم ذلك، لم يَحل الاتفاق جميع القضايا العالقة بين البلدين.
رجل الحروب الاقتصادية
لكن الرجل الذي يقف وراء هذه القرارات ليس ترامب كما تعتقد بل رجل الحروب الاقتصادية، بيتر نافارو، هذا الرجل تحديدا هو عدو الصين الأول وكتب عنها كتابين يحذر من أن هذا البلد سيلتهم أمريكا. وفي يناير 2017، عينه ترامب مديرًا للمجلس القومي للتجارة، اتفق الرجلان على أن الطريقة الأمثل لحل العجز الاقتصادي لصالح الصين سيكون بفرض الضرائب عليها، لإجبارها على تعديل سياساتها التي تضر بالاقتصاد الأمريكي.
وبعدها بدأ الصدام الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أدى إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التنافس بينهما. بالرغم من توقيع اتفاق “المرحلة الأولى”، استمرت الشكوك حول إمكانية الوصول إلى حل شامل للنزاع بين أمريكا والصين، خاصة مع تزايد المنافسة الاستراتيجية على الهيمنة الاقتصادية والعملات.
صراع العملات
ومع تصاعد هذه التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، بدأ اليوان الصيني يظهر كعامل محوري في التنافس بين البلدين. الصين تتخذ خطوات جادة لتدويل عملتها وجعلها منافسًا للدولار. فقد نجحت في زيادة استخدام اليوان في التجارة الدولية، وانضمت إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، ما يعكس اتجاه الصين نحو جعل اليوان عملة احتياطية عالمية.
ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، ازدادت الضغوط على الدولار الأمريكي، حيث بدأ العديد من الدول يبحثون عن بدائل للعملة الأمريكية، مثل اليوان الصيني، لتجنب العقوبات الأمريكية. هذا الحدث ساهم في تسريع استخدام اليوان في المعاملات الدولية، ما يعزز من احتمالية أن يصبح اليوان منافسًا قويًا للدولار في المستقبل.
لكن على الرغم من هذه التطورات، لا يزال أمام اليوان طريق طويل ليصبح منافسًا حقيقيًا للدولار. فالنظام المالي الصيني لا يزال مغلقًا نسبيًا، واليوان غير قابل للتحويل بالكامل، مما يحد من جاذبيته للمستثمرين الدوليين. هذه القيود تشكل تحديات أمام تطور اليوان كعملة احتياطية عالمية.
والان مع عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة هل ستعود الحرب التجارية بين الصين وامريكا مرة أخرى خصوصا مع تواعد ترامب دول العالم خاصة الصين بزيادة التعريفات الجمركية بنسب فلكية وقد تكون التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب خلال رئاسة الأولى مجرد لعبة مقارنة بالحرب التجارية التي سيشنها على الصين في الأشهر والسنوات القادمة فهل ستصمد الصين واقتصادها وعملتها أمام الحرب التجارية القادمة ؟